Rabu, 22 Agustus 2012

Duurud Da'wah Fii Binaai Ummah by M. Idris Abdus Shamad

دور الدعوة  في بناء الأمة
 د/ محمد إدريس عبد الصمد
المحاضر في كلية الدعوة والاتصال بجامعة شريف هداية الله جاكرتا

تقديــم: وظيفة شريفة تحتاج إلى الأشراف
الدعوة التي هي وظيفة كل رسول في كل زمان، ثم هي واجب على عاتق ورثتهم من العلماء والزعماء وسائر المؤمنين الصالحين ، يجب على هؤلاء أن يحققوا دورها في نشر الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإلا فإنهم لم يفعلوا واجبهم ولم يبلغوا رسالة الله للناس أجمعين.
الدعوة بهذا الدور العظيم عملية طويلة المدى وصعبة الوصول إلى الهدف السامي ، تحتاج إلى من يقوم بها بكل روحه وجسده، يضحي نفسه لأجل الدعوة إلى سبيل الله ، فيجاهد حق جهاده ، وأعد نفسه من أجل صلاح الأمة واستعد للقيام بكبير الوظيفة، فقام بالركوع والسجود لله وحده والعبادة له لاشريك له ثم قام بنشر الخير بكل ألوانه في أوساط المجتمعات البشرية. وفي هؤلاء قال تعالى: ( ياأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون، وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول عليكم شهيدا وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير ) سورة الحج: 77-78. فالقيام بعبادة الله وحده لاشريك له ثم نشر أنواع الخير في الحياة البشرية سبب من أسباب الفلاح والسعادة في الدارين، وطريق ذلك القيام بالجهاد في سبيل الله، لأن الله هو الذي اجتباهم واختارهم للقيام بالمهام، وسبيل الدعوة يقوم على مبدأ التيسير لا التعسير ومبدأ التبشير المتوازن مع التنذير، اقتداءً في ذلك بأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام.
"إن الذين يحملون دعوة الله تعالى إلى الناس لا بد أن يكونوا قمة النظافة، فالله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً، ومن
هنا فأنت لا تقرأ القرآن إلا وأنت طاهر، والدعوة التي آمُلك لها وأنشدك لمستقبلها في حاجة إلى نظافة قلبك، ليعطي ويأخذ، ليصبر ويصابر، ليصفح ويسامح، لينزل إلى مستوى الضعفاء، وليرتفع بهم إلى مستوى الأقوياء، يقترب ببطء حتى لا يُنفر، لا يتكلم في حق الآخرين إلا بخير لأنه ينشدهم للدعوة " فإذا الذي بينك وبينه عداوة كإنه ولي حميم" كل ذلك مفتاحه نظافة القلب فهي سر النجاح، إننا عما قريب راحلون، ونحب أن نُودّعَ الحياة وقد أَوْدَعْنَا هذه الدعوة عند شباب نظيف القلب، ويعلم الله أننا إذا أحببنا هذه الدنيا فانما نحبها من أجل ذلك " كل نفس ذائقة الموت" ، (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت) فحقق الأمل فيك بأن يكون قلبك لا غلّ فيه ولا حقد، ولا حسد فيه ولا كبر، طاهر كطهارة ماء الغمام، نظيف كنظافة الثلج أول ما يستقر في الأرض" [1]  .

رسالة الدعوة رحمة للعالمين
إن رسالة الدعوة ذات أهمية كبرى لتحقيق معاني الخير في جميع جوانبها، إذ أن حياة المجتمع تتوقف على تحقيق هذه الرسالة الشريفة حتى يتحقق الخير في أوساط الناس، وذلك ما قاله عز وجل في محكم كتابه: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" (سورة الأنبياء: 107). فهذه رسالة الدعوة الإسلامية ألا وهي "رسالة رحمة للعالمين" . ذلك لأن ما بعث به الرسول سبب لإسعاد الناس وموجب لصلاح معاشهم ومعادهم، وقيل كون الرسول رحمة للكفار أمنهم به من الخسف والمسخ وعذاب الاستئصال [2]  .
الدامغاني في كتابه "قاموس القرآن" بين معاني الرحمة في القرآن قائلا: إن معاني رحمة في القرآن تشتمل على 14 (أربعة عشر) معنى، منها:
1-    رحمة بمعنى الإسلام نفسه، كما في قوله تعالى: "يدخل من يشاء في رحمته" (سورة الإنسان: 31)، كما في قال تعالى في الآيات الأخرى (انظر سورة البقرة وسورة الفتح وغيرها)
2-          رحمة بمعنى الجنة، كما في قوله تعالى: "وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله" (سورة ال عمران: 107).
3-    رحمة بمعنى المطر أو الغيث، قال تعالى: "وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته" (سورة الأعراف: 57)، كما في قوله تعالى في سورتي الفرقان والروم
4-          النبوة، قال تعالى: "أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب" (سورة ص:9)
5-          رحمة بمعنى نعمة وفضل، كما في الآيات القرآنية: (الكهف، آل عمران، يونس )
إن لكلمة ( رحمة ) معاني أخرى منها: الرزق، العون والعناية، الفلاح، العافية، المحبة، الإيمان، التوفيق أو اليسر، ونبي الله عيسى عليه السلام والرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم نفسهما للناس رحمة[3]. فخلاصة القول أن المعنى العام للفظ (رحمة ) الخير كله بجميع أنواعه وأقسامه ويشمل كل ما فيه صلاح للناس في الدنيا  اوالآخرة.
وأما الراغب الأصفهاني يفرق ما بين معنى ( رحمة ) من الله تعالى وهي الإحسان المجرد دون الرقة وعلى هذا روي أن الرحمة من الله إنعام وإفضال، و (رحمة) من الإنسان وهي بمعنى الرقة والتعطّف، لذلك تأتي صفة ( الرحمن ) تخص لله وحده، لأن الله عز وجل وحده هو القادر على منح فضله لجميع مخلوقاته في الدنيا دون أدنى جور وظلم لأحد منهم، وقيل إن الله تعالى هو رحمن لدنيا ورحيم الآخرة، ذلك أن إحسانه في الدنيا يعم المؤمنين والكافرين وفي الآخرة يختص بالمؤمنين، فقال تعالى في القر آن الكريم: ،،، ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ... (سورة الأعراف: 156). وأما الرحيم يستعمل في غير الله تعالى وهو الذي كثرت رحمته، لذلك وصف الله رسول الله صلى الله عليه وسلم بـــ (رؤوف رحيم) [4]
إن الإسلام دين رحمة قد تحقق في واقع الحياة البشرية جمعاء، ذلك لأن الإسلام منهج حياة ، منهج يسعد البشرية كلها ويقودها إلى الكمال المقدر لها في هذه الحياة، إنه منهج متوازن متناسق لايعذب الجسد ليسمو بالروح ولايهمل الروح ليستمتع الجسد، ولايقيد طاقات الفرد ورغائبه الفطرية السليمة ليحقق مصلحة الجماعة أو الدولة، ولايطلق للفرد نزواته وشهواته الطاغية المنحرفة لتؤذي حياة الجماعة  أو تسخرها لإمتاع  فرد أو أفراد  [5]  .
ومن ثم فإن رحمة الإسلام لاتنحصر على المبدأ التنظيري، إنما تتحقق وتترجم إلى حياة الأئمة المسلمين، وبخاصة في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو ( الرؤوف الرحيم) فقال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: " إنما أنا رحمة مهداة " [6]  وقال : " من لايرحم الناس لايرحمه الله " [7].
ومعنى رحمة كذلك كانت تتحقق في حياة الصحابة الكرام رضي الله عنهم وحياة السلف الصالح، فإنهم كما قال تعالى: (رحماء بينهم )، وهم إخوة متحابون يتعاون بعضهم ببعض ويتسابقون في الخيرات بل هم كانوا بتكافلون ويتكاتفون ، فهم جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى، وهم كالبنيان يشد بعضه بعضا، يربطهم رابط العقيدة الصحيحة والعبادة السليمة والأخلاق الكريمة، فأصبحوا خير أمة أخرجت للناس إذ قاموا بواجب الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر  [8] .
وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في ساحة منزله، إذ مرت جنازة أمامه، فقام رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فقالوا: يا رسول الله إنها لجنازة يهودي. فقال عليه الصلاة والسلام: أليست نفسا (رواه البخاري ). إنها موقف حاسم وجازم في احترام الناس مؤمنين وغير مؤمنين ما داموا يعيشون معا في سلام وأمان.
فقد كان الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو رضي الله عنه يذبح الشاة لأهله. فلما انتهى من الذبح وبدأوا يأكلون قال عبد الله لأهله : هل أعطيتم شيئا لجارنا اليهودي. فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن جبريل عليه السلام مازال يوصيني بالجار، حتى أظن أنه سيورثني (الحديث رواه أبو داود والترمذي عن مجاهد).
إن الدعوة بهذه الرسالة العظمى لاتقدر على استيعاب كل تعاليمها للناس جميعا ومن ثم لايتمكن من تطبيق مبادئها في أوساط الناس إلا أن تسير الدعوة في طريق التنظيم الدقيق والعمل المتواصل، وبخاصة فإن الدعوة في كل عصر تواجه التحديات الصعبة، كما قيل في الأثر: ( الحق بلا نظام يغلبه الباطل بنظام )، وقد أشار إلى ذلك قوله تعالى: قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني (سورة يوسف: 108)، بصيرة أي علم تام وبيان شاف أو يمعنى آخر إن الدعوة النبوية تسير على منهج واضح ونظام دقيق يستمد من علم تام وبيان شاف. من هنا تبدو جليا أهمية العمل المنظم لللدعوة في أي بقعة من العالم.

دور بناء الأمة على عاتق حامل الدعوة
إن الدعوة فردية وجماعية مستقلة عن أي ضغوط سياسية واقتصادية واجتماعية من قبل الدولة أو الأحزاب السياسية، فضلا من قبل خارج البلاد، ذلك لأن هذه الدعوة تؤسس وتكوّن لأجل مصلحة الأمة لا لمصلحة سياسة الدولة أو الأحزاب. فما هي  أنواع الدور الذي يقوم بها حاملو الدعوة ؟
1-  دور تبليغ الإسلام إلى الأمة، أي يجب على من يقوم بالدعوة أو الذي يعمل في حقل الدعوة أن ينشر تعاليم الإسلام إلى الناس كافة دون استثناء، إذ أن مصطلح الدعوة بمعنى النشر في مفهومها المبسط هو العلم الذي به تعرف كافة المحاولات الفنية المتعددة الرامية إلى تبليغ الناس الإسلام بما حوى من عقيدة وشريعة وأخلاق [9] ، لأن الإسلام دين كامل وعام لجميع البشرية ( وما أرسلناك إلا كافة للناس ). ( ياأيها النبي بلغ ما أنزل إليك من ربك فإن لم تفعل فما بلغت رسالته ). والهدف من هذا الدور أن يصل الإسلام إليهم جميعا ومن ثم نقلهم من الجهالة إلى المعرفة ومن التقليد إلى الاتباع. روى الإمام الشافعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نضر الله تعالى عبدا سمع مقالتي فحفظها ووعاها وأداها، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه" أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه [10].
2-  دور توعية الأمة، أي على القائمين بالدعوة أن يستهدفوا في دعوتهم أن يكون كل فرد من هذه الأمة واعيا الوعي الصحيح بوظيفته الرئيسة في الحياة، لأن خلق العالم لايكون عبثا ولم يُصنع سدى، بل خلق الله تعالى العالم أجمع لغرض شريف وهدف كريم ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لاترجعون )، لكن أفراد الأمة لايستطيعون أن يعوا بهذه الوظيفة في الحياة دون دعم ومساعدة من الناس الأكفاء لذلك، من هنا نرى مهام منظمة الدعوة للقيام بهذا الدور وهو دور توعية الأمة.
3-  دور توجيه الأمة وإرشادها إلى ما فيه صلاحها في الدارين، فإن على القائمين بواجب الدعوة أن يجعلوا الأمة في خيرة لا في حيرة و أن يوجهوها إلى ما يجعلها صالحة لا طالحة. والمراد بالتوجيه والإرشاد هو التذكير والنصح، فبعد البلاغ والبيان وشرح الحقيقة الدينية شرحا كافيا مقنعا لمن شاء أن يقتنع بالحق تأتي وظيفة التذكير بما سبق تبليغه وبيانه وشرح حقيقته، مع النصح الحسن، والإرشاد برفق إلى التغلب على عقبات النفس لسلوك طريق النور المسعد لسالكيه وهو صراط الله المستقيم [11] .
4-  دور حماية الأمة، أي حماية وجود الأمة وظهورها وقدرتها على تطبيق الإسلام ونشر رسالته. وهذا الدور يشتمل على الأمور الهامة منها: حماية مبادئ الدعوة من محاولات التحريف، وحماية الأمة من التفرقة والتجزئة الحزبية، وحماية تعاليم الإسلام من التشويه الذي يؤدي إلى إساءة السمعة للإسلام. "ليست المؤسسات في البناء الدعوي شيئا ثانويا، بل إنه أمر ضروري لحماية المدعوين من الفتن التي قد تعترض طريقهم، ولبيان الرأي الجماعي في المستجدات التي تتواكب على ساحة العمل الدعوي كل يوم، ولبعث الهمة في الرجال والأفراد كلما رأوا بنيانهم يعلو في سماء الإسلام، فيزداد سبقهم للمحافظة عليه[12].
وختاما ......
فإن هذه انواع الدور الذي تقوم بها الدعوة - فردية أو جماعية - إذا تحققت فعلا سوف تكون الأمة خير أمة أخرجت للناس ومن ثم يظهر الإسلام على الدين كله ولو كره المشركون، لكن تحقيق ذلك يحتاج إلى مصابرة بعد يقين بآيات الله قولية وكونية (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) سورة السجدة: 24  . قال ابن تيمية رحمه الله : "بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين" . كتب الله تعالى لنا الخير والتوفيق والسداد في سبيل الهدى خلال العصور المتلاحقة. آمين



[1] عباس السيسي ، الدعوة إلى الله حب، الرسالة الأولى ، ص: 1
[2] البيضاوي، أنوار التنزيل وأسرار التأويل المشهور بتفسير البيضاوي ، 4/444
[3] انظر: الدامغاني، قاموس القرآن أو إصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم، مادة ( ر ح م )، ص: 199
[4] انظر:  الراغب الأصفهاني، أبو القاسم الحسين بن محمد (502هـ)، المفردات في غريب القرآن، تحقيق وضبط محمد سيد كيلاني، ص: 191-192، دار المعرفة بيروت لبنان، السنة بدون، بتصرف.
[5] سيد قطب 4/2401 ، دار الشروق
[6] الحديث رواه الإمام البيهقي والدارمي عن أبي هريرة رضي الله عنه
[7] متفق عليه
[8] انظر: علي محفوظ، هداية المرشدين إلى طرق الوعظ والخطابة، ص: 437-438، دار الاعتصام، 1399هـ/1979م ، بتصرف
[9] د/ أحمد غلوش، الدعوة إلى الله أصولها ووسائلها ص: 10، دار الفكر مصر، 1978 .
[10] الميداني، عبد الرحمن حسن حبنكه، فقه الدعوة إلى الله وفقه النصح والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،  ص: 31، دار القلم بيروت، 1425هـ/2004م
[11] نفسه ، ص: 50 .
[12] الياسين، جاسم محمد بن مهلهل، نقوش على جدار الدعوة، ج 3 ص: 147، مكتبة المنار الإسلامية ومؤسسة الريان، 1424هـ/2004م.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar

Cari Blog Ini