دور الدعوة في بناء الأمة
د/ محمد إدريس عبد الصمد
المحاضر في كلية الدعوة والاتصال بجامعة شريف هداية الله جاكرتا
تقديــم: وظيفة شريفة تحتاج إلى الأشراف
الدعوة التي هي وظيفة كل رسول في كل زمان، ثم هي واجب على عاتق ورثتهم من العلماء والزعماء وسائر المؤمنين الصالحين ، يجب على هؤلاء أن يحققوا دورها في نشر الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإلا فإنهم لم يفعلوا واجبهم ولم يبلغوا رسالة الله للناس أجمعين.
الدعوة بهذا الدور العظيم عملية طويلة المدى وصعبة الوصول إلى الهدف السامي ، تحتاج إلى من يقوم بها بكل روحه وجسده، يضحي نفسه لأجل الدعوة إلى سبيل الله ، فيجاهد حق جهاده ، وأعد نفسه من أجل صلاح الأمة واستعد للقيام بكبير الوظيفة، فقام بالركوع والسجود لله وحده والعبادة له لاشريك له ثم قام بنشر الخير بكل ألوانه في أوساط المجتمعات البشرية. وفي هؤلاء قال تعالى: ( ياأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون، وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول عليكم شهيدا وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير ) سورة الحج: 77-78. فالقيام بعبادة الله وحده لاشريك له ثم نشر أنواع الخير في الحياة البشرية سبب من أسباب الفلاح والسعادة في الدارين، وطريق ذلك القيام بالجهاد في سبيل الله، لأن الله هو الذي اجتباهم واختارهم للقيام بالمهام، وسبيل الدعوة يقوم على مبدأ التيسير لا التعسير ومبدأ التبشير المتوازن مع التنذير، اقتداءً في ذلك بأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام.
"إن الذين يحملون دعوة الله تعالى إلى الناس لا بد أن يكونوا قمة النظافة، فالله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً، ومن